المجاهد عضو جديد
Mansoura Dr.Hazem Shoman عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 26/12/2011
| موضوع: سورة الملك ,, منهجيات فى الإصلاح والتغيير الإثنين ديسمبر 26, 2011 11:35 pm | |
|
أ.د. صلاح الدين سلطان منذ قرابة أربعين عاما أعيش مع هذه سورة الملك بقلبي كل يوم، وعاهدت ربي صغيرا إن أنساني الشيطان قراءتها أن أرغِّم الشيطان بمضاعفة قراءتها أملاً في بداية الأمر في وقاية من عذاب القبر، وشفاعة ومغفرة يوم النشر، وهِمت بالسورة حبًا، وعشت معها بقلبي وعقلي ووجداني بل ذرات كياني، وشرحتها في برنامج في قناة الناس، ولم أشعر أنني قد شبعتُ من السورة حتى الآن.
وجاء الوقت الذي وجدت أن السورة تتردد في قلبي وتسري في نفسي بروح جديدة عندما قرأت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي" يعني : "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ"[1] فأمام رغبة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وأملي في رفقته يوم القيامة، أسرعت الخطى إلى السورة بالعقل تدبرًا، وبالقلب تأثرًا، وبالنفس تغيرًا، وبدأت بالمنهجية الأولى:" التدرج من أصحاب الشمال إلى اليمين ومنها إلى المقربين" لأصرخ في أصحاب الشمال أنقذوا أنفسكم من النار، بالاقتراب من القرآن عامة وسورة الملك خاصة، أما أصحاب اليمين فهم أولئك الذين يداومون على قراءة هذه السورة يحدوهم أمل النجاة من عذاب القبر والشفاعة والغفران يوم القيامة، لكني أحب أن نعلو في مدارج السالكين إلى الله رب العالمين لنكون من المقربين حبًا في هذه السورة التي تعظم مقام الله ذي الملك والملكوت ولذا كانت المنهجية الثانية: "منهجية اليقين بقوة الملك الذي يحكم ما يريد".
وقد تتبعت في السورة حيثيات الكلمة الأولى التي تتحدث عن مقام الله تعالى وتبدأ بكلمة "تبارك" وأعددت من ذلك تسعة عشر سببًا منها: أنه سبحانه بيده وحده الملك والقدرة الكاملة على كل شيء، وأنه وحده يملك الموت والحياة، وخلق سبع سماوات، ويعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، وذلَّل الأرض ويسر الأرزاق، كما أن من جلاله أنه يعذب شياطين الإنس والجن، وأنه سبحانه قادر - في أية لحظة - أن يخسف الأرض أو يرسل حاصبًا من السماء، كما أن من تمام ملكه أن يحرك الطير صافات، ويملك وحده الأرزاق للخلق أجمعين والنصرة للمؤمنين، وخلق الناس وبثهم في الأرض كلها، واختص سبحانه بالعلم الكامل والرحمة الواسعة، كما أنه سبحانه بيده سر الحياة والموت في امتلاك الماء الذي جعل منه كل شيء حي، وفي محاولة لتبسيط هذا المعنى وتذليله للقراء اجتهدت وسعي أن أقارن بين المُلك الحقيقي المتصف بالجمال والكمال والجلال والمُلك الوهمي الذي يتعالى به ملوك الأرض مع هزال القوة وقلة العلم وضعف الحيلة؛ حيث تستقر الحقيقة الكبرى أن المَلك وحده هو الله وأن المُلك كله لله وأن الأمر كله بيده، والسماوات مطويات بيمينه ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه.
أدعو الله أن تساهم هذه المنهجيات في تقريب العباد إلى ملك الأرض والسماوات، رب السماوات وما أظللن، ورب الأراضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أغوين، ورب الرياح وما ذرين، ورب البحار وما حوين، ورب كل شيء ومليكه كما قال سبحانه: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران:27). والله ولي التوفيق..
[1]المعجم الكبير(11/242) ورواه الحاكم في المستدرك (1/565) من طريق حفص بن عمر ، عن الحكم بن أبان به ، وقال الحاكم : "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". | |
|